الصفحة الرئيسية

الكتب والمؤلفات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • الكتب والمؤلفات PDF (9)
  • عرفان آل محمد (ع) (17)
  • الإلحاد في مهب الريح (12)
  • قبسات الهدى (14)
  • الثالوث والكتب السماوية (6)
  • الثالوث صليب العقل (8)
  • أنوار الإمامة (6)
  • الوديعة المقهورة (6)

المقالات والأبحاث :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • التوحيد والعدل (14)
  • سيد الأنبياء محمد ص (13)
  • الإمامة والأئمة (31)
  • الإمام عين الحياة (16)
  • أمير المؤمنين عليه السلام (27)
  • السيدة الزهراء عليها السلام (48)
  • سيد الشهداء عليه السلام (48)
  • الإمام المنتظر عليه السلام (9)
  • لماذا صرتُ شيعياً؟ (7)
  • العلم والعلماء (15)
  • الأسرة والمرأة (8)
  • مقالات اجتماعية (19)
  • مقالات عامة ومتنوعة (59)
  • الموت والقيامة (24)

إتصل بنا

أرشيف المواضيع

البحث :




جديد الموقع :


 293. من أجلك تعلَّمت البُكاء.. يا حسين!!
 292. العُلومُ الربَّانيَّة.. في الصحيفة السجَّادية
 291. عليٌّ.. أميرُ النَّحل! والشِّيعَة!
 290. عليٌّ.. وعجائب الشُّهور!
 مَذهبُ الثَّقَلَيْنِ في توحيدِ اللهِ وصفاتِهِ
 289. العشق الأعمى.. وتقديس الرِّجال!
 288. عَليٌّ.. قَيِّمُ القرآن
 شَهيدُ الهُدى.. الحُسَينُ بنُ عَليّ (عليه السلام)
 287. الإمام الجواد.. والشيعة في زمن الغيبة!
 286. هَل يُغلَبُ رُسُلُ الله وحِزبُه؟!

مواضيع متنوعة :


 290. عليٌّ.. وعجائب الشُّهور!
 220. عَمِيَت عَينٌ.. لا تَرَاك.. يا صاحب الزَّمان!
 257. إنَّ الله لا يُحبُّ الفَرِحين! قارون نموذجاً!
 193. فاطمة.. مريم الكبرى!
 الثالوث صليب العقل
 مقال7: لماذا ظل الملحد منبوذاً؟
 141. عبد المطلب.. أمَّةٌ في رَجُل !
 مقدّمة
 عود على بدء
 119. فرحة الزَّهراء.. عيدٌ وسُرورٌ لآل الرَّسول !

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 2
  • الأقسام الفرعية : 22
  • عدد المواضيع : 363
  • التصفحات : 913445
  • التاريخ :



















  • القسم الرئيسي : المقالات والأبحاث .
        • القسم الفرعي : سيد الشهداء عليه السلام .
              • الموضوع : 293. من أجلك تعلَّمت البُكاء.. يا حسين!! .

293. من أجلك تعلَّمت البُكاء.. يا حسين!!

بسم الله الرحمن الرحيم

لطالَما عَرَفنا الحسينَ عليه السلام شهيداً يُبكى..

أمّا الحسين باكياً.. فَلَهُ شأنٌ آخر!

يروي محمد بن الحنفية ما جرى عندما ضُرِبَ أميرُ المؤمنين عليه السلام وحُمِلَ من المسجد إلى مصلاه في منزله، والناس حوله في أمرٍ عظيمٍ، باكين محزونين، قد أشرفوا على الهلاك من شِدَّة البكاء والنحيب.

إلتفت الحسين عليه السلام إلى أبيه باكياً وقال: يا أبتاه، من لنا بعدك! لا كيومك إلا يوم رسول الله (ص)! من أجلك تَعَلَّمتُ البكاء! يَعِزُّ والله عليَّ أن أراك هكذا!

كانت أجفانُ الإمام عليه السلام قد قرحت من البكاء! فدعاه أميرُ المؤمنين عليه السلام ومسح الدُّموع من عينيه! ووضع يده على قلبه وقال له: يا بُنَيّ، ربط الله قلبك بالصبر، وأجزل لك ولإخوتك عظيم الأجر، فَسَكِّن روعتك، واهدأ من بكائك، فإن الله قد آجرك‏ على عظيم مصابك! (بحار الأنوار ج42 ص288).

بين هؤلاء الكُمَّل، صفوة الله من خلقه صِلةٌ عجيبةٌ لا نكادُ نفقهُ حدودَها.

لا يوم كيومِ عليٍّ إلا يوم الرَّسول.. يقول الحسين عليه السلام!

ثم يُبيِّنُ أنَّه قد تَعَلَّمَ البكاء لأجل أبيه عليٍّ عليه السلام!

فما معنى هذه الكلمة؟!

أيحتاجُ البُكاء إلى تَعَلُّمٍ؟!

لقد عاد الإمام ليُكرِّرَها ثانيةً، بعدما استشهد أمير المؤمنين عليه السلام وحُمِلَ إلى موضع قبره، وكانوا يمرُّون بالبساتين والنخل (فتنحني له خشوعاً)!

كانت الكوفة تضجُّ بالبكاء والنحيب.. وكان الحسين عليه السلام يقول:

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.

يا أباه، وا انقطاع ظهراه! من أجلك تَعَلَّمتُ البكاء! إلى الله المشتكى (بحار الأنوار ج42 ص295).

قد لا نفهم سِرَّ هذه الكلمة، إذ فَقَدَ الحسين عليه السلام جدَّه المصطفى خير خلق الله، مسموماً شهيداً..

وأمه الطاهرة، سيدة النساء، مقهورةً مظلومةً شهيدة..

وكان تأثُّره عليهما عظيماً..

لكن.. لعلَّ لِضَربَةِ السيف على رأس أبي الأئمة خصوصيةً عند الحسين عليه السلام، كما هي في عالم الملكوت، عندما ضجَّت الملائكة في السماء، وصاح جبرائيل: تَهَدَّمَتْ وَالله أَرْكَانُ الهُدَى!

كانت فاجعةً عظيمةً هَزَّت الكون بأسره، ثم أعقبتها شهادة الإمام الحسن عليه السلام، لكنَّه قبل ذلك قال لأخيه الحسين الباكي عليه: إِنَّ الَّذِي يُؤْتَى إِلَيَّ سَمٌّ يُدَسُّ إِلَيَّ فَأُقْتَلُ بِهِ، وَلَكِنْ لَا يَوْمَ كَيَوْمِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الله!

‏يَزْدَلِفُ إِلَيْكَ ثَلَاثُونَ أَلْفَ رَجُلٍ.. فَيَجْتَمِعُونَ عَلَى قَتْلِكَ وَسَفْكِ دَمِكَ، وَانْتِهَاكِ حُرْمَتِكَ، وَسَبْيِ ذَرَارِيِّكَ وَنِسَائِكَ، وَانْتِهَابِ ثَقَلِكَ!

فَعِنْدَهَا تَحِلُّ بِبَنِي أُمَيَّةَ اللَّعْنَةُ، وَتُمْطِرُ السَّمَاءُ رَمَاداً وَدَماً، وَيَبْكِي عَلَيْكَ كُلُّ شَيْ‏ءٍ حَتَّى الْوُحُوشُ فِي الْفَلَوَاتِ، وَالْحِيتَانُ فِي الْبِحَارِ (الأمالي للصدوق ص116).

لئن كان قَتلُ عليٍّ عليه السلام بضربة السيف المسموم على رأسه سبباً لِتَعَلُّم البكاء، كي يُبكى عليه، فما هو الحال بعد واقعة الطفوف؟!

لقد قيل للإمام السجَّاد عليه السلام: إِنَّكَ لَتَبْكِي دَهْرَكَ! فَلَوْ قَتَلْتَ نَفْسَكَ لَمَا زِدْتَ عَلَى هَذَا!

فكأن القائل يرى أنَّ ما فيه السجَّاد ليس شيئاً يزيد عن الموت! مع أنَّه حَيٌّ يُرزق!

لكنَّ العجيب الذي لا يزال العقلُ حائراً فيه هو جواب السجَّاد عليه السلام، حيث يُروى أنَّه قال: نَفْسِي قَتَلْتُهَا! وَعَلَيْهَا أَبْكِي! (مناقب آل أبي طالب ج4 ص166).

لستُ أُدرِكُ أبعادَ هذه العبارة من الإمام المعصوم!

لكنَّها قد تعني أن ليس من ألمٍ وحزنٍ وتَفَجُّعٍ ومصيبةٍ تزيد عمّا عاناه السجاد على أبيه.. حتى لو كان ذلك هو الموت! فليس في الموت مزيدُ ألمٍ وحزنٍ! إذ بلغ الإمامُ منتهاه وغايته!

هذا حالُ الحسين والسجاد عليهما السلام.

أما لسان حالنا نحن، فحقَّ أن يكون:

لقد تعلَّمنا البكاء من أجلهم جميعاً.. لكن (لا يوم كيوم الحسين)!

لقد تعلَّمنا البكاء من أجل الحسين.. وَجَدِّه وأبيه.. وأمه وأخيه.. والأئمة من بنيه.. لكنَّ (للحسين فرادته).. لِعِظَم ما جرى عليه..

نعم.. من أجلك تَعَلَّمتُ البُكاء.. يا حسين!

إنَّ مصيبة الحسين عجيبةٌ بكلِّ المقاييس:

1. فإن نظرت إليها من جهة البلاء.. وجدتها تفوق كلَّ مصيبةٍ.

2. وإن نظرت إليها من سائر جهاتها.. وَجَدتَ فيها عِوَضاً عجيباً من الله تعالى.

أمّا البلاءات..

فممّا يُظهِرُ بعضَها قولُ الرِّضا عليه السلام: أَرْضُ كَرْبَلَاءَ أَوْرَثَتْنَا الْكَرْبَ وَالْبَلَاءَ إِلَى يَوْمِ الِانْقِضَاء! (روضة الواعظين ج1 ص169).

وقول الصادق عليه السلام: إِنَّ يَوْمَ الحُسَيْنِ (ع) أَعْظَمُ مُصِيبَةً مِنْ جَمِيعِ سَائِرِ الأَيَّامِ! (علل الشرائع ج1 ص226).

وقول السيدة زينب عليها السلام: وَيْلَكُمْ أَ تَدْرُونَ أَيَّ كَبِدٍ لِمُحَمَّدٍ فَرَيْتُمْ؟! وَأَيَّ دَمٍ لَهُ سَفَكْتُمْ؟! وَأَيَّ كَرِيمَةٍ لَهُ أَصَبْتُمْ؟! ﴿لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الجِبال هَدًّا﴾ (الأمالي للمفيد ص323).

إنَّ الحسين كَبِدُ رسول الله (ص).. نعم.. وثمرةُ فؤاده.. وقُرَّة عينه..

بل إنَّ الحسين هبةُ الله لرسوله محمد (ص)!

فعن الإمام العسكريِّ عليه السلام: اللهم.. كَمَا وَهَبْتَ الحُسَيْنَ لِمُحَمَّدٍ جَدِّهِ، وَعَاذَ فُطْرُسَ بِمَهْدِهِ، فَنَحْنُ عَائِذُونَ بِقَبْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ، نَشْهَدُ تُرْبَتَهُ وَنَنْتَظِرُ أَوْبَتَهُ..

وأمّا ما عوَّضه الله تعالى..

فيكشفه ذيل حديث الإمام العسكري عليه السلام: المُعَوَّضِ مِنْ قَتْلِهِ أَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ نَسْلِهِ، وَالشِّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ، وَالفَوْزَ مَعَهُ فِي أَوْبَتِهِ، وَالأَوْصِيَاءَ مِنْ عِتْرَتِهِ (مصباح المتهجد ج2 ص826).

لكنَّ في قبال ذلك معنىً عظيماً يخصُّنا نحن الشيعة.. نحن الذين تعلَّمنا البكاء من أجله..

ذاك ما ورد في زيارة الحسين عليه السلام عن لسان الإمام الصادق عليه السلام: أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ وَلَمْ تَمُتْ! بَلْ بِرَجَاءِ حَيَاتِكَ حَيِيَتْ [حَيَّتْ‏] قُلُوبُ شِيعَتِكَ! وَبِضِيَاءِ نُورِكَ اهْتَدَى الطَّالبُونَ اليْكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ نُورُ الله الذِي لَمْ يُطْفَأْ وَلَا يُطْفَأُ أَبَداً، وَأَنَّكَ وَجْهُ الله الذِي لَمْ يَهْلِكْ وَلَا يَهْلِكُ أَبَداً (المصباح للكفعمي ص499).

قُتِلَ الحسين عليه السلام ولم يمُت ذكره.. ودينه.. وطريقه.. وسبيله!

فبه تحيا قلوب الشيعة!

1. برجاء حياته عند الله في كلِّ حين.

2. أو برجاء حياته في الرَّجعة عند ظهور الإمام المنتظر.

3. أو برجاء حياته وحياتنا به في يوم القيامة.

بهذا الرَّجاء تحيا قلوبُ الشيعة!

أيُّ معنى عجيبٍ هو هذا؟!

وليس أعجب منه إلا ما ورد في زيارته: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَنْ دَمُهُ غُسْلُهُ.. وَفِي قُلُوبِ مَنْ وَالاهُ قَبْرُه (زاد المعاد ص511).

إن كان له قبرٌ في كربلاء يُزارُ، وإليه تهبط ملائكة الرحمان، أفلا تهبطُ إلى قلوبٍ صارت قبراً للحسين عليه السلام؟!

ذاك قبرٌ ضَمَّ الجسدَ الطاهر.. وهذه قبورٌ حَوَت من الحُبِّ والرحمة والشفقة والمودة ما جعلها قبراً للحسين عليه السلام!

ولئن صارت كربلاء بقعةٌ كثيرةُ الخير لمّا تضمَّنت القمرَ الأزهر! الحسين بن عليّ، فكم يكثر الخيرُ في قلوب أوليائه الشيعة (وَفِي قُلُوبِ مَنْ وَالاهُ قَبْرُه).

يُروى عن عيسى عليه السلام أنّه قال: مَا مِنْ نَبِيٍّ الا وَقَدْ زَارَ كَرْبَلَاءَ وَوَقَفَ عَلَيْهَا وَقَال: إِنَّكِ لَبُقْعَةٌ كَثِيرَةُ الخَيْرِ، فِيكِ يُدْفَنُ القَمَرُ الأَزْهَرُ (كامل الزيارات ص67).

فلنتأمل في هذه المعادلة..

1. الحسين عليه السلام هو القمرُ الأزهر..

2. وقبره في قلب وليه المؤمن..

3. فصار قلب وليه المؤمن (أزهر)..

ففي الحديث الشريف عن الباقر عليه السلام: إِنَّ الْقُلُوبَ أَرْبَعَةٌ:

1. قَلْبٌ فِيهِ نِفَاقٌ وَإِيمَانٌ.

2. وَقَلْبٌ مَنْكُوسٌ.

3. وَقَلْبٌ مَطْبُوعٌ.

4. وَقَلْبٌ أَزْهَرُ أَجْرَدُ.

فَقُلْتُ: مَا الْأَزْهَرُ؟

قَالَ: فِيهِ كَهَيْئَةِ السِّرَاجِ.. وَأَمَّا الْأَزْهَرُ فَقَلْبُ المُؤْمِنِ! (الكافي ج2 ص422).

وفي حديث آخر: قَلْبٌ مَفْتُوحٌ فِيهِ مَصَابِيحُ تَزْهَرُ، وَلَا يُطْفَأُ نُورُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَهُوَ قَلْبُ المُؤْمِن‏ (الكافي ج2 ص422).

بأيِّ شيءٍ يُزهرُ قلبُ المؤمن ويضيء؟

يقول الإمام الباقر عليه السلام في حديثٍ ثالث: لَنُورُ الْإِمَامُ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ أَنْوَرُ مِنَ الشَّمْسِ المُضِيئَةِ بِالنَّهَارِ، وَهُمْ وَالله يُنَوِّرُونَ قُلُوبَ المُؤْمِنِين (تفسير القمي ج‏2 ص371).

‏لقد استقرَّت معرفة ومحبَّةُ الأئمة في قلوب المؤمنين فتنوَّرَت بهم.

واستقرَّت المعرفة والمحبَّةُ الخاصَّة بالحسين في قلوب المؤمنين، فأزهرت قلوبهم، عندما دُفِنَ فيها القَمَرُ الأزهر!

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إِنَّ لِلْحُسَيْنِ فِي بَوَاطِنِ المُؤْمِنِينَ مَعْرِفَةٌ مَكْتُومَة! (الخرائج والجرائح ج‏2 ص842).

آه من أيام الحسين..

ففيها يظهَرُ بعضُ هذه (المعرفة المكتومة)..

ويظهر شيءٌ من الحرارة التي (لَا تَبْرُدُ أَبَداً)..

فلا يُطيقُ النّاسُ رؤية حالهم متفجِّعين..

فكيف بالإمام الغائب، الآخذ بالثار؟

ما حاله في أيام العزاء هذه؟!

لم يترُك الإمامُ لنا هذا الأمر سِرَّاً، حين قال عجل الله فرجه مخاطباً جدَّه الحسين عليه السلام: فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَبَاحاً وَمَسَاءً، وَلَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً، حَسْرَةً عَلَيْكَ وَتَأَسُّفاً عَلَى مَا دَهَاكَ وَتَلَهُّفاً، حَتَّى أَمُوتَ بِلَوْعَةِ المُصَابِ، وَغُصَّةِ الِاكْتِيَاب‏ (المزار الكبير ص501).

ولكن.. هل سيكون موته عجل الله فرجه بلوعة مصابه على الحسين كموت السجادِّ موتاً في الحياة؟!

أم أنَّه سيموت فعلاً بعد ظهوره متألِّماً على الحسين عليه السلام؟!

تكشف الأحاديث الشريفة أمران:

الأمر الأول: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَكُرُّ فِي الرَّجْعَةِ الحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام (مختصر البصائر ص91)، وأنَّ الله يمدُّه بالنصر، فينتقم بنفسه ممَّن فعل ذلك به.

الأمر الثاني: أنَّ الحسين عند خروجه يخرج معه سبعون من أصحابه، يخبرون الناس أنه الحسين بن علي عليه السلام، حتى لا يشكَّ المؤمنون فيه، لكنَّ العجيب هو ما يكشفه حديث الصادق عليه السلام حين يقول: فَإِذَا اسْتَقَرَّتِ المَعْرِفَةُ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ أَنَّهُ الحُسَيْنُ (ع) جَاءَ الحُجَّةَ المَوْتُ، فَيَكُونُ الَّذِي يُغَسِّلُهُ وَيُكَفِّنُهُ وَيُحَنِّطُهُ وَيَلْحَدُهُ فِي حُفْرَتِهِ الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (ع)‏ (الكافي ج8 ص206).

لسنا نعرفُ الكثير عن أحداث تلك المرحلة، ففيها الكثير من الإشارات والمعاني الخفيَّة، ولسنا نعرف كيف يكون الإمامُ أوَّلَ من يكرُّ ثمَّ بعدها يأتي الموتُ الحجةَ مع أنَّه يملك سنيناً تطولُ فيها الليالي والأيام، ولعلَّ ذلك لما ورد من أنهم يخرجون أفواجاً قوماً بعد قوم..

لكنَّنا نعرف أنَّ الإمام عليه السلام سيبكي على الحسين عليه السلام حتى يموت (بِلَوْعَةِ المُصَابِ، وَغُصَّةِ الِاكْتِيَاب)!

فمهما تعلَّمنا البُكاء على الحسين.. ما بلغنا شأنَ من عرفَ حقَّ الحسين.. فبكاه بدل الدموع دماً.

هو الإمام الغائب المتفجِّع.. عجل الله فرجه، وسهل مخرجه، وعظم الله أجره في جدِّه الحسين، وعظم الله أجورنا وأجوركم جميعاً، وحشرنا مع الحسين بحق دماء الحسين عليه السلام.

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الحادي عشر من محرم الحرام 1447 هـ الموافق 7 – 7 – 2025 م.

بقلم: الشيخ محمد مصطفى مصري العاملي

  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/07/07  | |  القرّاء : 56



للإنضمام إلى قناة العلم والإيمان (أنقر على الرمز الخاص) ->
| تلغرام | واتساب | يوتيوب | فيسبوك | انستغرام |


كتابة تعليق لموضوع : 293. من أجلك تعلَّمت البُكاء.. يا حسين!!
الإسم * :
الدولة * :
بريدك الالكتروني * :
عنوان التعليق * :
نص التعليق * :
 

تصميم، برمجة وإستضافة :
الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net